١. لمحة تاريخية
أهلا وسهلا بكم، لما نتحدث عن فيتنام، لا بد لنا من أن نذكر الحروب الوخيمة لمقاومة الأعداء من أجل الحفاظ على الوطن الغالي وتحرير الشعب الفيتنامي الشجاع.
يقع في مركز هانوي، سجن "هوا لو" يعد من المعالم التاريخية الشهيرة ما يدل على زمان الأبطال الفيتناميين الذين ضحوا بحياتهم وعلى العزم الشديد الذي يتحلون به هؤلاء الابطال. تم بناء هذا السجن في عام ١٨٩٦ في شارع "هوا لو"، حي هوان كييم/هانوي من قبل الفرنسيين لسجن الثوار الفيتناميين، يعتبر هذا السجن "الجهنم على الأرض" وأكثر وحوشاً في آسيان.
ومنذ فترة إعادة السلام، قد قررت الحكومة الفيتنامية هدم جزء من هذا السجن لبناء عليه الفنادق والمحال التجارية وأبقت جزءاً منه فقط لإقامة متحف تحتفظ فيه الأفعال الإجرامية التي ارتكبتها الأطراف المشاركة في حرب فيتنام ولتتويج وتمجيد وتخليد أرواح شهداء المقاومة الشجاعة وذلك لتربية وتوعية الجيل الجديد من الشباب في يومنا هذا.
تم تصميم هيكل السجن من قبل الاستعمار الفرنسي بحيث يتكون من الجدران بارتفاع ٤ أمتار وسمكه بلغ نحو ٠,٥ متر مزود بالأسلاك الشائكة الكهربائية، وقد انقسم السجن إلى ٤ مناطق أ، ب، س، د، ولكل المنطقة وظيفة خاصة، منها:
منطقتان أ وب: تخصيص لسجناء قيد التحقيق أو مرتكبي الأخطاء الخفيفة لتعليمات السجن.
منطقة س، تخصيص للسجناء الفرنسيين أو الأجانب
منطقة د، تخصيص لمن ينتظرون حكم الإعدام
تعد منطقة ب أكبر المناطق الموجودة في سجن هوا لو من حيث المساحة لحبس السجناء من الذكر، وحسب التصميم المخطط له، تتسع هذه المنطقة لـ٤٠ سجيناً فقط، لكنها في ذروة عدة أوقات ، يصل هذا العدد إلى ١٠٠، كما بحسب التصميم، للسجناء من الشيوخ مكان قريب من النوافذ في الموسم الحار، أما في موسم البرودة، يجب على السجناء التعرى وهم استلقوا جنبا الى الجانب حتى تمكنوا من تفادي البرودة الى حد ما.
إن منطقة د هي مكان حبس الكثير من السجناء الذين أصبحوا قادة الحكومة والحزب الشيوعي الفيتنامي فيما بعد، وعلى سبيل المثال، السيد / دو موي، الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي.
أما بالنسبة للأدوات اليومية، فلم يوجد الصحون أو ما من اللوازم للأكل، لذلك، كان السجناء قد استخدموا قشور الجوز الهندي بدلاً من الصحون.
٣. منطقة أنفاق
بوابة الأنفاق (في ساحة الإعدام)
في ليلة ٢٤ ديسمبر عام ١٩٥١، هرب ١٦ سجيناً من هذه البوابة، وبالفعل، نجحوا الخمسة منهم واستمروا في سبيلهم لخدمة المقاومة.
وكان خلال الفترة من ١١ إلى ١٦ عام ١٩٤٥، نظم أكثر ١٠٠ سجين حملتهم لهروب من السجن بواسطة هذه البوابة وقد نجحوا وعادوا إلى مناطقهم لمواصلة خدمة الانقلاب العام والذي سعوا به إلى طرد الأعداء في ثورة أغسطس ١٩٤٥، وبعد ذلك الحين، هناك كثير من السجناء الهاربين أصبحوا قادة ومسؤولي الحكومة والدولة
٤. جهاز الإعدام
إن جهاز الإعدام الذي لم يُستخدم إلا في العصور الوسطى، استخدمه الفرنسيون في سجن هوا لو، بالإضافة إلى ذلك، صمم هذا السجن لخدمة التعذيب أو المعاقبة الأكثر وحوشاً، بما أدرج هذا السجن ضمن قائمة ١٠ سجون أكثر صرامة على المستوى العالمي.
٥. أغلال السجن
الاغلال المخيفة من داخل السجن حيث تم حبس السجناء بالأقفال والأسلاك الحديدية، مع الملاحظة أن كل هذه الأدوات المرسلة من فرنسا.
السجن الداكن الذي يطلق عليه اسم "جهنم الجهنم" المخصص لحبس السجناء المتعمدين في الإخلال بالقانون أو المعارضين أو المحاولين من تنظيم المعارضة، وداخل هذا السجن تم فصل السجناء إلى االحجرات المختلفة الضيقة وكل الانشطة اليومية، مثل الأكل والتبول...جرت في هذا المكان، لذلك، كل السجين أصيب بالأمراض الجلدية بسبب نقص الضوء والماء، إضافة الى الاوساخ.
وفي عام ١٩٣٢، تم حبس السيد / ترونغ جينه (Truong Chinh)، الأمين العام الأسبق للحزب الشيوعي الفيتنامي بتهمة رئاسة الحركة المعارضة في إحدى التظاهرات بمناسبة ذكرى يوم العمال العالمي 1 مايو.
٦. منطقة سجن النساء
خلال فترة المقاومة من أجل تحقيق الاستقلال، تم حبس الكثير من المقاتلات وعذبوهن في هذا السجن
تبلغ مساحة هذه المنطقة ٢٧٠ مترا مربعا وانقسمت الى ٤ غرف حبس صغيرة وهي غرفة حبس النساء يرافقهن الأطفال وغرفة الحبس الجماعي، ومنطقة مخصصة اللاستحمام والساحة العامة، وفي بعض الأحيان، تم حبس هنا نحو ٣٠٠ مقاتلة في آن واحد.
وإن هذه الغرف ضيقة للغاية وعدم النظافة بالإضافة إلى عدم الانتظام في الأكل اليومي مما أدى إلى وفيات العدد الكبير من السجينات.
٧. منطقة الإعدام
تم تصميم هذه المنطقة بعيداً عن منطقة الحبس بهدف عدم علم السجناء الاخرين بحالات الاعدام، كما تم بناء منطقة الإعدام بشكل متين وقوي حيث وصل سمك جدرانها ٠,٤ متر وارتفاع ٥,٢ متر، تمت صباغة بالقير مما يجعل السجناء المحبوسين يشعرون بالبرودة، وكذلك، قيّدوا هؤلاء السجناء بالأقفال على طول النهاز والليل حتى لم يستطيوا التحرك، وفي كل اليوم، كانت فُتحت بوابة هذه المنطقة بمرتين فقط لإطعام السجناء.
وبموجب أحكام السجن، يتم حبس السجناء ١٠ شهور قبل إعدامهم، ومع ذلك، فإنه من أجل تصفية بعض السجناء الخاصين باعتبارهم خطرين للغاية، تم إعدام هؤلاء بعد يومين أو ٣ أيام فقط بعد صدور الحكم سرياً.
٨. محبة الوطن
رغم العوائق والموانع التي طُبّقت في سجن هوا لو، ما زالت حركات محبة الوطن تطورت وتنامت حتى داخل السجن، وفي أثناء الحرب العدوانية الاميركية على فيتنام (1954 - 1975) استخدم سجن هوا لو لحبس الطيارين الأمريكيين الذين أُسقِطت طائراتهم في شمال فيتنام في أثناء غاراتها غلى شمال فيتنام..
أطلق هؤلاء المحبوسون على هذا السجن إسم "فندق هلتون" نظراً لمعاملة الشعب الفيتنامي معهم معاملات طيبة من حيث الإطعام وتقديم كل ما هو ضروري للعيش وهم ما زالوا الفقراء والمحتاجين، وبعد عودة هؤلاء المحبوسين، كان وما زال يتحدث كثير منهم هذه القصة، منهم النائب John McCan الذي أيد فيتنام خلال حربها مع الولايات المتحدة الأمريكية.
نشكر على اهتمامكم ومتابعتكم برنامجنا حول دولة فيتنام وشعبها، كما نتمنى تأييدكم وإعجابكم في هذا الفيديو والفيديوهات المقبلة، والسلامة عليكم ورحمة الله وبركاته،،،